قصة مقاومة: وُلِد أسيراً واستُشهد بغزّة بغارة للاحتلال

وُلِد يوسف الزق عام 2008 في سجون الكيان الصهيوني، حيث تقاسم الأسر مع والدته في زنزانات الاحتلال. وفي ليلة أمس، ارتقى شهيدًا إثر غارة جوية شنّها الكيان الصهيوني على شقة سكنية في غزة. يوسف سيظل في ذاكرة شعبه أسيرًا وشهيدًا في آنٍ واحد.
مجدداً، تسببت مجازر الكيان الصهيوني المتواصلة في غزة في فاجعة جديدة. ففي الليلة الماضية، استهدفت غارة جوية شقة سكنية في شارع الشعراء وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد الشاب يوسف الزق، الذي بدأ حياته في الأسر وواصلها في درب المقاومة. وكان يوسف قد وُلِد عام 2008 داخل سجون الاحتلال الصهيوني، إلى جانب والدته فاطمة الزق.
حتى عندما وُلِد، لم يكن حُرًّا. فقد اعتُقلت والدته، فاطمة الزق، عام 2007 بينما كانت حاملاً، خلال محاولتها التوجه إلى الضفة الغربية للعلاج، وذلك عند حاجز بيت حانون من قبل قوات الاحتلال. وبعد أشهر، وضعت فاطمة طفلها يوسف داخل أحد سجون الاحتلال، دون وجود طبيب أو بيئة آمنة للولادة. وفور ولادته، تم تقييد يدي وقدمي والدته إلى السرير بالأصفاد.
كان اسم هذا الميلاد المؤلم: يوسف. لقد خُلد في الذاكرة كأصغر أسير وُلد في سجون الاحتلال، بعد أن فتح عينيه على الدنيا من وراء القضبان. وبعد سنوات، وفي الأرض التي تنفّس فيها طعم الحرية، بات هدفًا جديدًا لآلة القتل الصهيونية.
مشهد الأم فاطمة الزق وهي تحتضن جثمان ابنها للمرة الأخيرة رسخ في وجدان الملايين. أمٌّ وضعت ابنها في السجن، ثم دفنته تحت أنقاض بيتٍ دمره الاحتلال...
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة أن الغارات الجوية الصهيونية على غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أسفرت عن استشهاد 61 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 231 آخرين، من بينهم نساء وأطفال ومسنّون.
وكشفت شهادة يوسف الزق مرة أخرى أن الاحتلال يتعمّد استهداف العائلات ذات التاريخ الأسري في الأسر، وكذلك الشخصيات الرمزية في المجتمع الفلسطيني. إن المجازر المستمرة في غزة ليست فقط إبادة لأجساد شعبٍ بأكمله، بل هي محاولة ممنهجة لاستهداف ذاكرته وكرامته.
لقد أصبح يوسف اليوم أكثر من مجرد اسم؛ بل رمزًا خالدًا في ذاكرة شعبٍ لا ينحني، ودلالة حيّة على مقاومة لا تُنسى. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يواصل الاحتلال الصهيوني قصفه المكثف على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، في مجازر استهدفت مخيمات للنازحين ومناطق سكنية، وسط تحذيرات من حركة "حماس" بشأن شراكة أمريكية-صهيونية في فرض الحصار وتجويع المدنيين.
قتل جنديان وأصيب 6 آخرون إثر تفجير مبنى مفخخ تحصنوا به في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 644 عبر القصف الجوي والمدفعي، وقتل المجوّعين والنازحين بدعم سياسي وعسكري أمريكي، وصمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.